قصة زرقاء اليمامة - من هي زرقاء اليمامة؟ الرواية الكاملة للاطفال و الكبار

قصة زرقاء اليمامة - من هي زرقاء اليمامة؟ الرواية الكاملة للاطفال و الكبار


هي فتاة عربية عاقلة جميلة وكانت عيناها اجمل مافيها كانت ترى بهما الاشياء من خلال مسافات بعيدة جدا والناس يعجبون من قوة نظرها وكانت بلادها تسمى اليمامة فسميت الفتاة زرقاء اليمامة. 
قصة زرقاء اليمامة - من هي زرقاء اليمامة؟ الرواية الكاملة للاطفال و الكبار



وفي هذه البلاد عيون ماء كثيرة وبساتين جميلة وفي وسطها قلعة عالية على جبل مرتفع صعدت الزرقاء يوما الى القلعة ونظرت فرأت شيئاً عجبا رأت من بعيد شجرا كثيرا يمشى وينتقل من مكان الى مكان فنادت رئيس قومها وقالت له: أرى شيئا عجبا أرى من بعيد شجرا كثيرا يمشى وينتقل. 

فتعجب الناس من كلامها وقالوا: الشجر يمشي يا زرقاء! هذا شئ لم نره ولانقدر ان نصدقة انظري، اعيدي النظر، حققي جيدا و تحققي. فأعادت النظر، ثم قالت: كما أراكم بجانبي أرى الشجر من بعيد يمشي. 

قال شخص من اهلها: ربما جاء الى تلك البلاد سيل شديد فقلع الشجر من مكانه وحمله؛ لذا تراه الزرقاء يسير. 

أعادت الزرقاء النظر .وقالت: لا.. بل اراه الان أوضح مما كنت اراه، ارى تحت الشجر رجالاً سائرين وراكبين والشجر معهم يسير. فنظر القوم بأنفسهم ثم قالوا: لا يا زرقاء الجميلة، لقد أخطأ نظرك هذه المرة وخدعتك عيناك. قالت: لا، بل ارى ذلك كما اراكم بجانبي.

وجاء الليل فانصرفوا وذهب كل الى داره. وعند الفجر أيقظ الناس جيش كبير مسلح يقوده اكبر عدو لليمامة. وكان الجيش مستعدا و مدججا بالسلاح. لكن اهل اليمامة كانوا نائمين تاركين سلاحهم. 
ففاجأهم العدو المهاجم وقتل كثيرا منهم واستولى على قلعتهم. حينئذ علم الناس ان الزرقاء كانت صادقة، وأن ما كانت تخبرهم به حقا، ولكن، هيهات هيهات، بعد فوات الاوان وضياع الفرصة. 

كان هدا العدو يريد ان يهجم على اهل اليمامة فجأة وكان يخاف من عين الزرقاء ان تراه وتخبر اهلها، وهم أهل بأس و قوة في القتال، فيستعدوا لهم. ولذلك دبر قائد العدو تلك الحيلة وأمر رجاله ان يحمل كل واحد منهم فرع شجرة او تحمل كل جماعة شجرة كبيرة تغطيهم حتى لايرى من ينظرهم من بعيد الا الشجر يمشي. 

ونجحت تلك الحيلة لأن اهل الزرقاء لم يصدقوا كلامها وهي صادقة، وبحث قائد الجيش العدو عن الزرقاء فلما أُحضرت له قال لها :أنت التي أخرت جيشي مراراً قبل هذه المرة ومنعته ان يأخذ اليمامة، فكلما اقبلت بجيش نظرت فكشفت مكانه واخبرت قومك ليستعدوا لي. 

قالت: وكنت اتمنى ان اؤخركم هذه المرة ايضا. قال: لكن عقلي غلب عينيك. قالت: لم يغلبها ولكن أهلي كذبوني حين اخبرتهم. قال: هل تحبين ان تصحبيني وتخبريني عن كل من يقصد بلادي، ولن اكذبك كما كذبك اهلك. 

قالت: كثرة البكاء على اهلي والحزن على وطني يضعف عيني فلا يجعلني ارى شيئا ،قال: الآن وجب علي ان احرمك عينيك. قالت: إذن تحسن إلي، فإنه لم تعد فائدة لي في عيني اذا لم اخدم بها وطني. 

وفقدهما خير لي من ان أبصر بهما العدو الذي قتل اهلي  وخرب وطني، والان افعل ماشئت ولا تطمع من الزرقاء ان تخدم بهما عدو الوطن. فنالت بذلك شرف البطولة و التضحية.


الإبتساماتإخفاء